كيف قادني فن الفخار والفنون الأخرى إلى تعزيز مهاراتي القيادية

توقف لحظة وفكر معي…
في 2017، كنت في الولايات المتحدة الأمريكية، شاركت في برنامج تدريبي مكثف لأصبح مستشارة بيركمان معتمدة. خلال التدريب، أجرينا مقياس بيركمان للشخصية، وهو أداة تقييم نفسية متقدمة تقيس الاحتياجات، والسلوكيات المعتادة، وطريقة التعامل تحت الضغط، بالإضافة إلى اهتمامات الشخص ومجالات قوته الفطرية. كانت النتيجة مذهلة: الفن يمثل حوالي أكثر من 50% من المجالات التي يمكن أن تدعم تطوير قيادتي.
لحظة ادراكي جعلتني استرجع ما أحب من هوايات وكان الفن، الرسم، والموسيقى, جزء لا يتجزأ من شخصيتي الى الآن , بصراحة شعرت بشعور غريب… شيء من الأمل والفضول يندفعان بداخلي : هل يمكن أن تتحول هواية بسيطة إلى تدريب عملي على القيادة؟
لم أتردد، وبحثت عن أفضل من يقدم الورش التدريبية في الكويت , واخترت المكان المناسب لي لتعلم فن الفخار. ربما يراه البعض مجرد نشاط إبداعي، لكنه بالنسبة لي أصبح رحلة مليئة بالاكتشاف الذاتي والتعلم العميق , وفي كل مرة أمسكت بالطين بين يدي، شعرت بأنني أمام مرآة صادقة تعكس قدراتي القيادية:
الأخطاء ليست فشلًا، بل فرصة لإعادة التشكيل والإبداع
كل قطعة فخارية لم تخرج كما توقعت كانت درسًا في المرونة والتعلم من التجربة. هذه الفكرة تتوافق مع نتائج دراسة نُشرت في Journal of Occupational and Organizational Psychology (2016) التي أوضحت أن ممارسة الهوايات تعزز الإبداع في حل المشكلات وتجدد الطاقة الذهنية.
التفاصيل الصغيرة تصنع الفارق
الانتباه لكل منحنى وكل خط في الطين علمني قيمة التركيز والوعي الدقيق، وهو مهارة أساسية لأي قائد ناجح. هذا ما أكدت عليه دراسة Harvard Business Review (2018)، حيث أظهرت أن الانخراط في الهوايات الإبداعية يمنح القادة مرونة ذهنية أعلى، ويجعلهم قادرين على اتخاذ قرارات رشيدة تحت الضغط.
الصبر على انتظار النتائج
مشاهدة القطعة تجف ببطء وعملية صقلها النهائي علمتني معنى الصبر الحقيقي، وأن القيادة ليست مجرد أوامر واتخاذ قرارات سريعة، بل انتظار نضج النتائج والتعلم من كل مرحلة. وعدة دراسات تؤكد أن ممارسة الهوايات تمنح القادة القدرة على التوازن النفسي والذهني الضروري للتفكير الاستراتيجي.
من خلال هذه التجربة، شعرت بأن كل لحظة قضيتها مع الطين، وكل خطأ وكل نجاح صغير، كانت خطوة نحو تشكيل قيادتي الحقيقية. لم يكن الأمر مجرد هواية، بل أصبح مختبرًا عمليًا لتجربة القيم الأساسية للقيادة: الصبر، التواضع، المرونة، والانتباه للتفاصيل.
الهواية، سواء كانت الفخار أو الرسم أو الموسيقى، ليست ترفًا أو نشاطًا جانبيًا، بل استثمار حقيقي في الذات. هي فرصة لتقوية مهاراتك القيادية بطريقة طبيعية، لتطوير إدراكك الذاتي، ولإعادة شحن طاقتك الذهنية والنفسية.
أؤمن أن القيادة ليست مجرد مهارات مكتسبة من الكتب أو الدورات التدريبية، بل رحلة مستمرة من الوعي والتجربة الشخصية. كل تجربة فنية، كل لحظة إبداع، يمكن أن تعطيك القدرة على فهم نفسك، التعامل مع الضغوط، واتخاذ قرارات أفضل تؤثر على من حولك بشكل إيجابي.
تخيل لو خصصت ساعة يوميًا لهواية تحبها. بعد عام واحد، ستجد نفسك أكثر قدرة على الابتكار، أكثر صبرًا، وأكثر وعيًا بقدراتك واحتياجات من حولك. هذا هو السحر الحقيقي للاستثمار في الهوايات: تشكيل القيادة من الداخل، قبل أن تظهر في الخارج.
✨ وأنا هنا لمساعدتك على اكتشاف هوايتك التي تصقل قيادتك!
يمكنك حجز استشارتك الشخصية الآن لاكتشاف ما يناسبك من الهوايات وكيفية توظيفها لتطوير مهاراتك القيادية.
🔗 احجز استشارتك لباقة سمات التمييز الشخصي
ابدأ اليوم، ولا تنتظر الغد، لأن القيادة تبدأ من الاستثمار في نفسك الآن.
مقال رائع وتلمستي جزء مهم من الفن في تشكيل وتطوير المهارات القيادية ايضا..